في ظل انشغال الناس بالحديث عن المونديال الذي تفصلنا عنه بضعة أيام، واهتمامهم بنتائج قرعة دوري أبطال أوروبا، التي أجريت أمس، خطف ميسي الأنظار مجدداً، ليس فقط كمرشح للفوز بكأس العالم مع الأرجنتين في نهاية مشواره الدولي، وقيادة النادي الباريسي للتتويج بلقب دوري الأبطال، لكنه عاد ليثير التساؤلات وعلامات الاستفهام لدى الجماهير ووسائل الإعلام حول مستقبله قبل نهاية عقده مع النادي الباريسي الصيف القادم، وذلك بعد التسريبات التي رشحته للعودة إلى برشلونة رغم الاعتراض غير المعلن للمدرب تشافي، وأخرى نقلته إلى فريق ميامي الأميركي، إضافة إلى تقارير وتكهنات تتوقع تجديد عقده مع النادي الباريسي لموسمين آخرين بعدما تأقلم في موسمه الثاني وعاد إلى مستواه المعهود مسجلاً 12 هدفاً، وصانعاً حاسماً 14 مرة، في 18 مباراة في جميع المسابقات.
وأشارت تقارير إعلامية كتالونية عدة إلى أن اتصالات جارية بين محيط ميسي وإدارة برشلونة التي ترغب في استرجاعه لمواجهة التحديات المتزايدة رغم تردد المدرب تشافي هيرنانديز، الذي يفضل عليه وسط المان سيتي البرتغالي برناردو سيلفا، لمرافقة الجيل الجديد من اللاعبين الواعدين، بعدما تخلص من جيرارد بيكي الذي دفعه للرحيل قبل نهاية الموسم، في انتظار ترحيل بوسكيتس، آخر ما تبقى من الجيل الذهبي لبرشلونة، لكن مع ذلك تريد إدارة النادي بقيادة خوان لابورتا تصحيح خطئها واستعادة نجمها لينهي مشواره في فريق القلب، وخصوصاً أن ميسي وعائلته وجدوا صعوبات كبيرة في التأقلم مع الأجواء الباريسية في أول موسم له، وقد وجد صعوبات للتأقلم مع الفريق والدوري الفرنسي الذي يتميز بالكثير من الاندفاع البدني، ويغلب عليه الجانب التكتيكي.
وأشارت تسريبات الجانب الكتالوني إلى أن قرار ميسي الرحيل في نهاية الموسم، دفع بمحيط النادي الباريسي إلى تسريب تقارير تتحدث عن اقتراب ميسي من تجديد عقده مع الفريق الفرنسي خلال الميركاتو الشتوي، وهو الذي كان مستعداً للتخلص من نيمار لأجل عيون ميسي ومبابي، بعدما تخلص من أنخيل دي ماريا، وحقق أرباحاً مالية كبيرة منذ انضمام الأرجنتيني إلى باريس سان جيرمان، مثلما استفادت الكرة الفرنسية من وجود نجم كبير استقطب أنظار عشاق الكرة في العالم، واهتمام المعلنين والممولين، لذلك يصعب التفريط في خدماته، حتى ولو كلف ذلك إنفاق المزيد من الأموال لتجديد عقد ميسي لموسمين إضافيين، إلا إذا رفض لأسباب خاصة، وليس لأسباب فنية أو مادية.
وكعادته لم يتحدث ميسي حتى الآن، ولن يقول شيئاً قبل نهاية المونديال، لكن الأكيد أنه لا يزال مطلوباً رغم بلوغه سن الـ35، ويمكن لأندية أخرى أن تدخل على الخط لمنافسة برشلونة والباريسي على غرار فريق ميامي الأميركي الذي يستعد لتقديم عرض مادي خيالي لاستقطابه، في انتظار عروض أخرى تبقى واردة، لكنها تنتظر الوقت المناسب، ومزيد من الوضوح في المشهد، ما دام الشخص المعني لم يقرر ولم يبد رغبته في الرحيل أو البقاء، لكن بعض المقربين يستبعدون عودته إلى برشلونة والتعامل مجدداً مع إدارة فرطت فيه بشكل غريب في صيف 2021، ومع مدرب لم يبد أي استعداد للتعامل معه، بل يقال إنه أبدى رفضه لمقربيه مبدأ عودة ميسي إلى برشلونة، لأنه يريد بناء فريقه حول ليفاندوفسكي وبيدري وغافي.
تُشكل كأس العالم قطر 2022، منعرجاً ينعكس على قرار ميسي بالبقاء أو الرحيل، خصوصاً إذا توج بكأس العالم مع منتخب بلاده الأرجنتين، ما يحفز على السعي للفوز بدوري الأبطال مع النادي “الباريسي”، ومن ثم الاستمرار في المستوى العالي على الأقل لموسمين إضافيين، ثم إنهاء مشواره في الدوري الأميركي نزولاً عند رغبة أفراد أسرته الصغيرة الذين يدركون أن عودة ليو للعب في برشلونة، تبقى بعيدة المنال لأنه لا يريد، مثلما لا يريد ذلك المدرب تشافي، فيما تبقى جماهير برشلونة منقسمة بين الحنين إلى الماضي الجميل والأمل في بناء برشلونة جديد بجيل جديد وآفاق جديدة.