
لعبة لطالما حظيت بأكبر شعبية على المستوى العالمي في المجال الرياضي ، استطاعت بسحرها أن تسلب قلوب الملايين ، فكل يعشقها بطريقته الخاصة، هناك من يهوى مزاولتها دون تعب أو ملل و هناك من يحب متابعة مجرياتها بمنتهى الشغف و الحماس كيف لا تستحق هذه المكانة العظيمة و هي محبوبة الجماهير التي تمكنت من الربط بين القارات و تكوين علاقات و صداقات بين مختلف الأجناس فكرة القدم لم تقتصر فقط على اللعب في الأحياء و الشوارع و لم تكن فقط حكرا على اللعب المحلي بل و عبر التسلسل التاريخي تمكنت بذلك الجلد المنفوخ من إقامة محافل دولية ضخمة أقيمت على شرفها و لعل أهم هذه المحافل كأس العالم الذي اعتاد الناس على الاستمتاع بمجريات أحداثه منذ 92سنة
أول صافرة لانطلاق كأس العالم كانت من الاوروغواي سنة 1930 ، لم يكن الاختيار عشوائيا بل و لأن كرة القدم ذات بعد إنساني نبيل فقد تمت الموافقة عليها كبلد منظم تزامنا و الاحتفال بالذكرى المئوية للاستقلال و بهذا فقد كان الاحتفال مزدوجا باعتبارها الفائزة بالكأس العالمية الأولى و تعتبر تلك النسخة الوحيدة التي لعبت بدون تصفيات مسبقة ب13 فريقا مشاركا ليتوسع العدد بعدها إلى 16 فريقا إلى غاية 1982 أين تم زيادة عدد المقاعد لتصل إلى 24 منتخبا ثم 32و هو ما تسري عليه المنافسة منذ مونديال 1998.
إن بطولة كأس العالم تعتبر هي الأشد اهتماما بين متتبعي هذه اللعبة فكل أربع سنوات تتجه الانظار لبلد جديد يقوم باستضافة هذا المحفل الدولي و الأجمل و هذا و ذاك هو حماس الجماهير اللامتناهي لمعرفة الفائز بها بعد سلسلة مباريات مشوقة لان تفاصيل اللعبة قد تحرم أقوى المنتخبات من نيل الكأس على الرغم من امتلاك أشهر المواهب على غرار ألمانيا و اسبانيا و فرنسا ، بالمقابل قد تعطي الفرصة لفرق ضعيفة أن تتقدم لمراتب متقدمة من المنافسة تماما كما كان الحال مع كوريا الجنوبية و تركيا في مونديال 2002 .
و لأنه و لابد من فائز واحد و وحيد ليكون له الحظ للظفر بهذه الكأس الغالية ، فهناك من المنتخبات من كانت مثابرة و محظوظة وأبرزها البرازيل ، فقد استحق راقصو السامبا نيل اللقب في خمس مناسبات بداية من 1958،1962 ثم 1970 بعدها في سنة 1994 و آخرها سنة 2002 إضافة الى نيلها لقب الوصيف مرتين 1950 و مونديال فرنسا سنة 1998 . هذا و تليها ألمانيا باربع كؤوس ، ثم ايطاليا تلتها الارجنتين ثم الاروغواي ليأتي الدور على فرنسا فانجلترا و أسبانيا اخيرا.
لا شك أن تعلق الشعوب و الجماهير بكرة القدم لم يأتي من فراغ ، فلطالما اقترن اسم هذه اللعبة الجميلة بالمتعة الكروية من خلال المهارات السحرية التي يتميز بها بعض اللاعبين الذين يتنافسون على امتاع الجماهير الوفية على غرار الظاهرة البرازيلية رونالدو و بيلي و العملاق الارجنتيني دييغ ارماندو مارادونا ، لكن هذا الفن الرياضي لم يقتصر على قارة امريكا فقط بل للقارة العجوز نصيب فالهداف التاريخي لكل النسخ هو من كتيبة المانشافت ميروسلاف كلوزه و مواطنه مولر بالاضافة الى نجم الديكة زين الدين زيدان .
و كما هو معروف لدى الجميع فإن منافسات كأس العالم تقام كل أربع سنوات ببلد جديد ، و كما كان للجميع فرصة إقامة أكبر تظاهرة عالمية ، فقد حظي العالم العربي ايضا بشرف تنظيم المونديال على ارض دولة عربية راهن الجميع على أنها ستكون أعظم نسخة على مر التاريخ ، فقطر الدولة المضيف و قبل أزيد من شهر اعلنت و أمام الرأي العام الدولي تمام استعدادها لاستضافة هذه النسخة و لم يتبقى سوى صافرة انطلاق العرس الكروي الذي سيكون متميزا ذا طابع اسلامي عربي أصيل يتكلل ختامه بمعرفة و بعد شهر من التشويق و الإثارة هوية الفائز بمونديال قطر 2022.
بقلم أميرة بولحبال